تحركات دبلوماسية اقليمية ودولية نشطة محورها الحرب والأزمة اليمنية
23 أغسطس، 2016
983 10 دقائق
يمنات – خاص
تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية من قبل القوى الاقليمية و الدولية، للبحث في ملف الأزمة اليمنية، التي تشهد انسداد أفق، منذ فشل مفاوضات الكويت، في التوصل لاتفاق سياسي ينهي الحرب في اليمن.
و تتزامن التحركات الدبلوماسية الروسية، التي يقوم بها نائب وزير الخارجية الروسي، و مبعوث الرئيس بوتين في الشرق الأوسط و افريقيا، ميخائيل بوغدانوف، مع تحركات امريكية اوروبية خليجية تحضيرا لاجتماع الرباعية الدولية التي ستشهدها السعودية، نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الاسبوع القادم.
و في السياق ذاته سيصل المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ، إلى السعودية، للقاء القيادة السعودية و حكومة هادي المقيمة في الرياض، بعد رفض وفد صنعاء، المقيم في مسقط بـ”عُمان” مقابلته، احتجاجا على عدم ايفاء الأمم المتحدة بتعهداتها للوفد بعودته إلى صنعاء، و الذي يرفض التحالف السعودي التصريح لطائرة عُمانية بنقله إلى مطار صنعاء.
و كانت روسيا قد دخلت على خط الأزمة اليمنية بشكل واضح الشهر الماضي يوليو/تموز، عقب اعتراض مندوبها في مجلس الأمن الدولي على مشروع بيان تقدمت به بريطانيا، يحمل وفد صنعاء مسئولية فشل مفاوضات الكويت.
و شهدت ملف الأزمة اليمنية تداعيات متتالية عقب اعتراض المندوب الروسي، بدأت بإعلان المبعوث الأممي تعليق مفاوضات الكويت، بعد رفض وفد صنعاء قبول المقترح الذي تقدم به ولد الشيخ، و الذي وصف بأنه مقترح سعودي طبخ في اجتماع الرباعية في لندن، بداية الشهر الماضي.
تلى ذلك اعلان أطراف صنعاء، تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد، و الذي أثار ضجة كبيرة، و اعتبره المبعوث الأممي متعارضا مع مرجعيات مفاوضات الكويت و انتهاكا للقرار الأممي 2216 الخاص باليمن.
و شارك القائم بأعمال السفير الروسي بصنعاء، في حفل الاستلام و التسليم بين المجلس السياسي و اللجنة الثورية، في القصر الجمهوري بصنعاء، وصرح بمباركة بلاده تشكيل المجلس.
التحركات الدبلوماسية في المنطقة، ربما تهدف إلى التوافق بين الرباعية و روسيا، بشأن حل الأزمة اليمنية، و في حال تم الوصول إلى توافق بين الطرفين، سيدفع باتجاه التهدئة القائمة اليوم، غير أن استمرار الرفض السعودي، عودة وفد صنعاء، سيمثل عائقا أمام أي نقاشات بخصوص استئناف جولة جديدة من التفاوض.
الروس يسعون من خلال الملف اليمني تأكيد حضورهم في المنطقة، خاصة بعد أن أصبحت موسكو لاعبا رئيسيا في الملف السوري، و الذي بات واحدا من الملفات الشائكة في المنطقة، عوضا عن دفاع روسيا عن حضورها العالمي، كقوة عظمى.
ذهاب الرباعية باتجاه تفصيل حل للأزمة اليمنية بعيدا عن مجلس الأمن، سيدفع بالملف للاشتعال مرة أخرى، على اعتبار أن الروس سيعترضون على أي اتفاق من خارج مجلس الأمن.
و بالتالي فإن التوافق بين روسيا و الرباعية، يعني الاتفاق على ما سيتم طرحه عبر مجلس الأمن، و اخراجه في صيغة اممية.
التوافق بين القوى الاقليمية و الدولية في الملف اليمني، سيدفع باتجاه التهدئة و ممارسة ضغوط على أطراف النزاع، لمواصلة التفاوض بهدف الوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية. غير أن هذا التوافق سيتضمن مقايضات في الملفين السوري و اليمني، بما يضمن مصالح الرباعية و روسيا في المنطقة، و هو ما سيجعل من الحل القادم رهين للمصالح الدولية و الاقليمية و مرتبطا بمدى التوافق بين القوى الفاعلة، ما سيؤثر سلبا على مستقبل استقرار البلاد، و يحول القوى الداخلية المتصارعة إلى وكلاء للخارج الاقليمي والدولي.
و تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه جبهة الحدود اليمنية – السعودية اشتعال للمعارك بشكل متصاعد، خاصة بعد تمكن مسلحي اللجان الشعبية اليمنية من الوصول إلى مشارف مدينة نجران جنوب السعودية.
بيان مجلس الوزراء السعودي، الذي صدر مساء الاثنين 22 أغسطس/آب 2016، بشأن الأزمة اليمنية، صيغ بنبرة هادئة، و تعمد عدم الاشارة إلى المعارك الملتهبة في الجنوب السعودي و الحرب الدائرة في جبهات الداخل اليمني، و الأخيرة تراجعت حدتها خلال هذا الأسبوع، بعد اسبوعين من المعارك الضارية.
و يرى مراقبون أن هذا البيان بلهجته الهادئة، و الذي اكتفى بدعوة اطراف صنعاء للالتزام بمرجعيات التفاوض، مؤشر على توجه سعودي نحو التهدئة، بعد الاخفاقات الأخيرة للجيش السعودي في نجران.
الجهود الدبلوماسية النشطة ما تزال مستمرة، و اجتماع الرباعية بات قريبا، و الأيام القادمة ستكشف عن الكثير مما لا يزال يدور خلف الكواليس.